صوم رمضان
الصوم أحد أركان الإسلام، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُواْ كُتًبَ عَلَيْكُمُ الصًّيَامُ كَمَا كُتًبَ عَلَى الَّذًينَ مًن قَبْلًكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) »البقرةـ183«، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) »أخرجه البخاري ومسلم«.
شروط وجوب الصوم
الشرط: هو ما يتوقف وجود الحكم على وجوده ويلزم من عدمه عدم الحكم.
الشرط الأول: (الإسلام)
وهو شرط لجميع الأعمال التعبدية فمن لم يكن مسلماً فلا يقبل منه صوم، ومن هو مسلم ولكنه أتى بناقض من نواقض الإسلام فلا يقبل له صوم ومن نواقض الإسلام (الشرك)، فمن صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فقد خرج من الإسلام ولا ينفعه صوم أو غيره، قال تعالى (لَئًنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) »الزمرـ65«، كذلك من جعل بينه وبين الله وسائط وشفعاء يدعوهم من دون الله ويتقرب إليهم فقد جاء بناقض للإسلام فتجنب الشرك شرط لصحة الإسلام.
ومن نواقض الإسلام (الاستهزاء بشيء من دين الإسلام)، وهو كفر لقوله تعالى (قُلْ أَبًاللّهً وَآيَاتًهً وَرَسُولًهً كُنتُمْ تَسْتَهْزًئُونَ لاَ تَعْتَذًرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إًيمَانًكُمْ) »التوبة:65ـ66«، فمن يمزح فليمزح في حدود المباح شرعاً، وليبعد الشرع المطهر عن مزاحه فإن الدين مصان وله مهابة وحرمة لا يتعدى عليها بحجة أننا نمزح فالاستهزاء بأحكام الإسلام كفر.
ومن نواقض الإسلام (أن يعتقد أن حكم غير الله أفضل من حكم الله)، فمن اعتقد ذلك أن حكم غير الله أفضل من حكم الله وأصلح لشؤون البشر كمن يفضل حكم القوانين المؤلفة والأنظمة المستوردة على حكم الله الصالح لكل زمان ومكان فقد افتقد صومه شرط الإسلام، قال تعالى (وَأَنً احْكُم بَيْنَهُم بًمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبًعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتًنُوكَ عَن بَعْضً مَا أَنزَلَ اللّهُ إًلَيْكَ فَإًن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرًيدُ اللّهُ أَن يُصًيبَهُم بًبَعْضً ذُنُوبًهًمْ وَإًنَّ كَثًيراً مًّنَ النَّاسً لَفَاسًقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهًلًيَّةً يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مًنَ اللّهً حُكْماً لًّقَوْمي يُوقًنُونَ) »المائدة:49ـ50«، وقال تعالى (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بًمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئًكَ هُمُ الْكَافًرُونَ) »المائدةـ44«.
فكراهية حكم الله وشرعه من نواقض الإسلام التي يجب الحذر منها والسعي إلى تحكيم شريعة الله العادلة في عباده.
ومن نواقض الإسلام (اعتقاد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو حكم غيره أحسن من حكمه)، قال تعالى (فَلاَ وَرَبًّكَ لاَ يُؤْمًنُونَ حَتَّىَ يُحَكًّمُوكَ فًيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجًدُواْ فًي أَنفُسًهًمْ حَرَجاً مًّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلًّمُواْ تَسْلًيماً) »النساءـ65«، فلابد من تحكيم الكتاب والسنة.
ومن نواقض الإسلام (معاونة المشركين على المسلمين والفرح بانتصارهم على المسلمين وتوليهم من دون المؤمنين) قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخًذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلًيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلًيَاء بَعْضي وَمَن يَتَوَلَّهُم مًّنكُمْ فَإًنَّهُ مًنْهُمْ)»لمائدةـ51«.
لا صيام بلا صلاة
ترك الصلاة كفر، وقد أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد اللهـ رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة)، وروي عن عمرـ رضي الله عنهـ قال: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).
والبعض يصوم ولا يصلي، أو لا يصلي إلا في رمضان!، والبعض الآخر يجعل للصلاة توقيتا خاصا به!
أين هو من قول الله تعالى (إًنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمًنًينَ كًتَاباً مَّوْقُوتاً ) »النساءـ103«، فالتوقيت للصلوات الخمس من عند الله أوحى به إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء في: هل تارك الصلاة كفره يخرج من الإسلام أم هو كفر عملي ولا يزال في دائرة الإسلام؟
ورجح بعضهم القول الأول بأنه يخرج من الإسلام ويستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتداً وتطبق عليه أحكام الكفار فلا يرث ولا يورث ولا يدفن في مقابر المسلمين، مسكين هذا الذي جعل حاله متأرجحاً بين هل يكفر؟ أم لا يكفر؟
إذاً أمر الصلاة عظيم ومن لا يصلي فلا صيام له، والصلاة إذا اعتادها العبد أصبح فعلها سهلاً عليه ومحبباً إلى نفسه بحيث يشعر بالنقص الكبير إذا تركها أو أخلَّ بها فلنحرص على الصلاة في أوقاتها الشرعية وبكيفيتها الصحيحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام فعلى المسلم أن يحافظ على إسلامه ويتعلمه ويعمل به ولا يلهيه عن ذلك جمع المال أو معرفة أحوال الناس، فأعز شيء عنده هو إسلامه.
ولو أسلم الكافر في أثناء شهر رمضان يصوم الباقي من الشهر ولا يقضي ما كان قبل إسلامه.
الشرط الثاني (البلوغ):
الصغير الذي لم يبلغ غير مكلف فلا يجب عليه الصوم وإذا تم تعويده على الصيام فهذا أفضل للحديث الذي رواه البخاري عن الربيع بنت معوذـ رضي الله عنهاـ قالت: (لما نزل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُواْ كُتًبَ عَلَيْكُمُ الصًّيَامُ) قالت: فما زلنا نصومُ ونصوم صبياننا)، فإن كان صغيرا ولم يبلغ فيشجع على الصيام بالهدية والكلام الطيب وإذا لم يصم فلا يعنف أما إذا بلغ الخامسة عشرة أو بلغ قبل هذا السن فإنه أصبح مكلفا ويلزمه الصوم ويحاسب عليه، والصغير المميز لوليه أجر عندما يربيه على الخير حتى يسهل عليه إذا كبر.
الشرط الثالث (العقل)
غير العاقل (المجنون) لا يجب عليه الصوم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (رُفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق والصغير حتى يبلغ) ولأن غير العاقل لا يعرف الصيام حتى تحصل منه النية لذلك، ومن لا يعقل لكبر سنه (المخرف) فإنه لا صيام عليه ولا إطعام فقد سقط عنه التكليف.
الشرط الرابع (القدرة على الصيام)
فمن كان عاجزا عنه كالمريض فلا يجب عليه فإن برئ فيما بعد قضى، قال تعالى (وَمَن كَانَ مَرًيضاً أَوْ عَلَى سَفَري فَعًدَّةي مًّنْ أَيَّامي أُخَرَ ) »البقرةـ185«، وإن كان مرضه لا يرجى برؤه أطعم عن كل يوم مسكينا وهذا من رحمة الله بعباده، ويسر هذا الدين قال تعالى ( يُرًيدُ اللّهُ بًكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرًيدُ بًكُمُ الْعُسْرَ) »البقرةـ185«.
الشرط الخامس (الإقامة)
فلا يجب الصوم على المسافر بل يجب على المقيم والمسافر له أن يفطر في شهر رمضان ويقضي في وقت آخر، قال تعالى (فَمَن شَهًدَ مًنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرًيضاً أَوْ عَلَى سَفَري فَعًدَّةي مًّنْ أَيَّامي أُخَرَ)، وللمسافر أن يصوم أو يفطر وقد بوّب مسلم باب جواز الفطر والصوم في السفر وجاء في الحديث عن عائشةـ رضي الله عنهاـ قالت: سأل حمزة بن عمر الأسلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر فقال: (إن شئت فصم وإن شئت فافطر) »رواه مسلم«، وعن حميد قال: سُئل أنسـ رضي الله عنهـ عن صوم رمضان في السفر فقال: (سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم) »أخرجه مسلم«.
وعلى هذا فالمسافر مخيّر بين الفطر أو الصوم فإن كان الصيام فيه مشقة من حيث الجو حار ووسيلة النقل شاقة فالفطر له أيسر ويأخذ بالرخصة والحمد لله على فضله إن كان السفر مدته قصيرة ووسيلة النقل مريحة والجو بارد فله أن يصوم هذا اليوم من رمضان ولأن الصوم مع الناس يكون عليه أيسر مما لو صامه لوحده فيما بعد، وهو ينجز عليه فريضة حاضرة بدلاً من أن تكون في ذمته فيما بعد والناس تختلف كل بحسب حاله وقوته وكل له أن يقدر المصلحة في صومه أو فطره في السفر ويعمل بما هو أفضل ونحمد الله على سهولة الإسلام ويسر هذا الدين ونشهد رحمة ربنا بنا ونسأل الله العظيم في هذا الشهر الكريم أن يحفظ علينا إسلامنا ويعلي شأنه ويميتنا عليه غير خزايا ولا ندامى وأن يقبل صلاتنا ويعظم لنا أجر صيامنا إنه سميع قريب مجيب الدعاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
الصوم أحد أركان الإسلام، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُواْ كُتًبَ عَلَيْكُمُ الصًّيَامُ كَمَا كُتًبَ عَلَى الَّذًينَ مًن قَبْلًكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) »البقرةـ183«، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) »أخرجه البخاري ومسلم«.
شروط وجوب الصوم
الشرط: هو ما يتوقف وجود الحكم على وجوده ويلزم من عدمه عدم الحكم.
الشرط الأول: (الإسلام)
وهو شرط لجميع الأعمال التعبدية فمن لم يكن مسلماً فلا يقبل منه صوم، ومن هو مسلم ولكنه أتى بناقض من نواقض الإسلام فلا يقبل له صوم ومن نواقض الإسلام (الشرك)، فمن صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فقد خرج من الإسلام ولا ينفعه صوم أو غيره، قال تعالى (لَئًنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) »الزمرـ65«، كذلك من جعل بينه وبين الله وسائط وشفعاء يدعوهم من دون الله ويتقرب إليهم فقد جاء بناقض للإسلام فتجنب الشرك شرط لصحة الإسلام.
ومن نواقض الإسلام (الاستهزاء بشيء من دين الإسلام)، وهو كفر لقوله تعالى (قُلْ أَبًاللّهً وَآيَاتًهً وَرَسُولًهً كُنتُمْ تَسْتَهْزًئُونَ لاَ تَعْتَذًرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إًيمَانًكُمْ) »التوبة:65ـ66«، فمن يمزح فليمزح في حدود المباح شرعاً، وليبعد الشرع المطهر عن مزاحه فإن الدين مصان وله مهابة وحرمة لا يتعدى عليها بحجة أننا نمزح فالاستهزاء بأحكام الإسلام كفر.
ومن نواقض الإسلام (أن يعتقد أن حكم غير الله أفضل من حكم الله)، فمن اعتقد ذلك أن حكم غير الله أفضل من حكم الله وأصلح لشؤون البشر كمن يفضل حكم القوانين المؤلفة والأنظمة المستوردة على حكم الله الصالح لكل زمان ومكان فقد افتقد صومه شرط الإسلام، قال تعالى (وَأَنً احْكُم بَيْنَهُم بًمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبًعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتًنُوكَ عَن بَعْضً مَا أَنزَلَ اللّهُ إًلَيْكَ فَإًن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرًيدُ اللّهُ أَن يُصًيبَهُم بًبَعْضً ذُنُوبًهًمْ وَإًنَّ كَثًيراً مًّنَ النَّاسً لَفَاسًقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهًلًيَّةً يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مًنَ اللّهً حُكْماً لًّقَوْمي يُوقًنُونَ) »المائدة:49ـ50«، وقال تعالى (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بًمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئًكَ هُمُ الْكَافًرُونَ) »المائدةـ44«.
فكراهية حكم الله وشرعه من نواقض الإسلام التي يجب الحذر منها والسعي إلى تحكيم شريعة الله العادلة في عباده.
ومن نواقض الإسلام (اعتقاد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو حكم غيره أحسن من حكمه)، قال تعالى (فَلاَ وَرَبًّكَ لاَ يُؤْمًنُونَ حَتَّىَ يُحَكًّمُوكَ فًيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجًدُواْ فًي أَنفُسًهًمْ حَرَجاً مًّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلًّمُواْ تَسْلًيماً) »النساءـ65«، فلابد من تحكيم الكتاب والسنة.
ومن نواقض الإسلام (معاونة المشركين على المسلمين والفرح بانتصارهم على المسلمين وتوليهم من دون المؤمنين) قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخًذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلًيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلًيَاء بَعْضي وَمَن يَتَوَلَّهُم مًّنكُمْ فَإًنَّهُ مًنْهُمْ)»لمائدةـ51«.
لا صيام بلا صلاة
ترك الصلاة كفر، وقد أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد اللهـ رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة)، وروي عن عمرـ رضي الله عنهـ قال: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).
والبعض يصوم ولا يصلي، أو لا يصلي إلا في رمضان!، والبعض الآخر يجعل للصلاة توقيتا خاصا به!
أين هو من قول الله تعالى (إًنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمًنًينَ كًتَاباً مَّوْقُوتاً ) »النساءـ103«، فالتوقيت للصلوات الخمس من عند الله أوحى به إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء في: هل تارك الصلاة كفره يخرج من الإسلام أم هو كفر عملي ولا يزال في دائرة الإسلام؟
ورجح بعضهم القول الأول بأنه يخرج من الإسلام ويستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتداً وتطبق عليه أحكام الكفار فلا يرث ولا يورث ولا يدفن في مقابر المسلمين، مسكين هذا الذي جعل حاله متأرجحاً بين هل يكفر؟ أم لا يكفر؟
إذاً أمر الصلاة عظيم ومن لا يصلي فلا صيام له، والصلاة إذا اعتادها العبد أصبح فعلها سهلاً عليه ومحبباً إلى نفسه بحيث يشعر بالنقص الكبير إذا تركها أو أخلَّ بها فلنحرص على الصلاة في أوقاتها الشرعية وبكيفيتها الصحيحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام فعلى المسلم أن يحافظ على إسلامه ويتعلمه ويعمل به ولا يلهيه عن ذلك جمع المال أو معرفة أحوال الناس، فأعز شيء عنده هو إسلامه.
ولو أسلم الكافر في أثناء شهر رمضان يصوم الباقي من الشهر ولا يقضي ما كان قبل إسلامه.
الشرط الثاني (البلوغ):
الصغير الذي لم يبلغ غير مكلف فلا يجب عليه الصوم وإذا تم تعويده على الصيام فهذا أفضل للحديث الذي رواه البخاري عن الربيع بنت معوذـ رضي الله عنهاـ قالت: (لما نزل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُواْ كُتًبَ عَلَيْكُمُ الصًّيَامُ) قالت: فما زلنا نصومُ ونصوم صبياننا)، فإن كان صغيرا ولم يبلغ فيشجع على الصيام بالهدية والكلام الطيب وإذا لم يصم فلا يعنف أما إذا بلغ الخامسة عشرة أو بلغ قبل هذا السن فإنه أصبح مكلفا ويلزمه الصوم ويحاسب عليه، والصغير المميز لوليه أجر عندما يربيه على الخير حتى يسهل عليه إذا كبر.
الشرط الثالث (العقل)
غير العاقل (المجنون) لا يجب عليه الصوم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (رُفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق والصغير حتى يبلغ) ولأن غير العاقل لا يعرف الصيام حتى تحصل منه النية لذلك، ومن لا يعقل لكبر سنه (المخرف) فإنه لا صيام عليه ولا إطعام فقد سقط عنه التكليف.
الشرط الرابع (القدرة على الصيام)
فمن كان عاجزا عنه كالمريض فلا يجب عليه فإن برئ فيما بعد قضى، قال تعالى (وَمَن كَانَ مَرًيضاً أَوْ عَلَى سَفَري فَعًدَّةي مًّنْ أَيَّامي أُخَرَ ) »البقرةـ185«، وإن كان مرضه لا يرجى برؤه أطعم عن كل يوم مسكينا وهذا من رحمة الله بعباده، ويسر هذا الدين قال تعالى ( يُرًيدُ اللّهُ بًكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرًيدُ بًكُمُ الْعُسْرَ) »البقرةـ185«.
الشرط الخامس (الإقامة)
فلا يجب الصوم على المسافر بل يجب على المقيم والمسافر له أن يفطر في شهر رمضان ويقضي في وقت آخر، قال تعالى (فَمَن شَهًدَ مًنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرًيضاً أَوْ عَلَى سَفَري فَعًدَّةي مًّنْ أَيَّامي أُخَرَ)، وللمسافر أن يصوم أو يفطر وقد بوّب مسلم باب جواز الفطر والصوم في السفر وجاء في الحديث عن عائشةـ رضي الله عنهاـ قالت: سأل حمزة بن عمر الأسلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر فقال: (إن شئت فصم وإن شئت فافطر) »رواه مسلم«، وعن حميد قال: سُئل أنسـ رضي الله عنهـ عن صوم رمضان في السفر فقال: (سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم) »أخرجه مسلم«.
وعلى هذا فالمسافر مخيّر بين الفطر أو الصوم فإن كان الصيام فيه مشقة من حيث الجو حار ووسيلة النقل شاقة فالفطر له أيسر ويأخذ بالرخصة والحمد لله على فضله إن كان السفر مدته قصيرة ووسيلة النقل مريحة والجو بارد فله أن يصوم هذا اليوم من رمضان ولأن الصوم مع الناس يكون عليه أيسر مما لو صامه لوحده فيما بعد، وهو ينجز عليه فريضة حاضرة بدلاً من أن تكون في ذمته فيما بعد والناس تختلف كل بحسب حاله وقوته وكل له أن يقدر المصلحة في صومه أو فطره في السفر ويعمل بما هو أفضل ونحمد الله على سهولة الإسلام ويسر هذا الدين ونشهد رحمة ربنا بنا ونسأل الله العظيم في هذا الشهر الكريم أن يحفظ علينا إسلامنا ويعلي شأنه ويميتنا عليه غير خزايا ولا ندامى وأن يقبل صلاتنا ويعظم لنا أجر صيامنا إنه سميع قريب مجيب الدعاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.